Ater el kalima fi hayete el mouslim

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله المتفرد بإجابة الدعاء , خالق الخلق ذي الجبروت والكبرياء , تعرج إليه الملائكة في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة , قدر وهدى وأمات وأحيى وإليه الرجعة الأخرى , أرسل رسوله على فترة من الرسل صلوات ربي وسلامه عليهم وعلى من تبعهم من بعدهم واقتفى الأثر , قضى في كتاب عنده أن من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ,,, أما بعد

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك معه في حكمه وخلقه وملكه وأن محمد عبده ورسوله وخيرته من خلقه صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه من بعده , ثم أما بعد ,,,

إن الناظر في أثر الكلمة على الناس ليعجب منها ومن ثقل مدلولها إن دلت على شيء , وإن لم تدل فهي لغو لا يلتفت له

فإن الرجل المسلم والمرأة المسلمة محرم عليهم النظر للأجانب , ولكن بمجرد التحدث بالكلمة يصبح الآتي متاحا :

1_ تكون المرأة التي يحرم عليك النظر لوجهها حلال لك جميع بدنها , والنظر وملامسة عوراتها التي تحرم على أبيها وأمها !!!!

وجميع هذا يكون بكلمة !!!!

2_ وفي المقابل تحرم عليك ويحرم عليك النظر إلى وجهها أو ما خرج من جلدها بمجرد قولك للكلمة _ والتي هي الطلاق في هذا الموضع .

3_ يعطى للعبد كامل حريته بمجرد كلمة تقال .

4_ يدخل الرجل إلى الإسلام ويخرج منه بكلمة !!!!

5_ ولعل الله يرفعه في أعالي الجنان بكلمة , ويرديه إلى قعر جهنم بكلمة _ والعياذ بالله .

وتأملوا معي هذا الوصف الجميل لأعضاء بني آدم التي بين جنبيه وفي أعلاه وأوطاه :

يقول ابن القيم _ رحمه الله ورحمكم :

إن جميع عضو في جسم الإنسان له طاقة عمل يصل من خلالها لدرجته القصوى في إمكانية استمراره بوظيفته , إلا اللسان !!!!!

فهو مستمر ليل نهار بالتكلم لا يكل ولا يتعب !!!!
بل الذي يتعب هو الفك أو ريق البلعوم عندما ينشف إلى آخر هذه الأعضاء ,

انتهى كلامه _رحمه الله واياكم _ بتصرف .

فهذا الرجل ممسك بعنان فرسه طائر به كلما سمع صيحة جهاد في سبيل الله تعالى

وهذا رجل ينفق ليل نهار يبتغي ما عند الله

وهذا رجل في حلقات الذكر يورث ما ورثه من الأنبياء _ عليهم الصلاة والسلام .

ولكن سيد الشهداء هو صاحب كلمة فقط !!!!!

ألا ترون حفر الأخدود وإلقاء المسلمين فيه كان بسبب كلمة

أم لا ترون أن صاحب ( يس ) أدخله الله الجنة بكلمة

أولى ترون رجاء نبينا عليه الصلاة والسلام _ لعمه ابو طالب أن يقول كلمة !!!

وفي النهاية أقول لكم كلمة !!!

إن الذي يجد في نفسه حب كثرة الكلام من دون سبب لمجرد الكلام , فهذا فيه نقص أو كبر ما هو ببالغ !!

فإن كان ناصحا كان بها , وإن كان غير ذلك فلا يلوم إلا لنفسه !!!!

قال عمر ابن الخطاب _ رضي الله عنه :

لا عذر لأحد في ضلالة ركبها حسبها هدى , ولا في هدى تركه حسبه ضلالة , فقد بينت الأمور وثبتت الحجة وانقطع العذر )

انتهى

فإن كل ابن أنثى وإن طالت سلامته *** يوما على آلة حدباء محمول !!!

وكما قال شوقي _ رحمه الله ورحمكم :

الناس جاري للحياة لغاية *** ومضلل يجري بغير عنان

وتذكروا

فإن ما ذكر الموت في واسع إلا ضيقه , ولا في ضيق إلا وسعه !!

وإن كان ولا بد من التكلم وكثرة الكلام فعليك بهذا البيت من الشعر كي لا تقع في الغيبة

يقول الشاعر

الذم ليس بغيبة في ستة *** متظلم ومعرف ومحذر

ولمظهر فسقا ومستفت ومن ***طلب الإعانة في إزال المنكر


قال الوزير يحيى بن بهيرة

الوقت أنفس ما عني بحفظه ,, وأراه أسهل ما عليك يضيع !!!!


وأخيرا أختم بهذه الكلمة للشيخ السعدي _ رحمه الله ورحمكم :

يقول

لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم , ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة !! ) انتهى

وبهذا يعرف الرجل هل مصلحته بهذه الكلمة التي ما تزال في ذهنه ؟ أم لقولها مصلحة

وإن الكثير منا الآن سيترك الكلام لفترة ويعود !!!

ولكني أبشره أن من شروط قبول التوبة أن ( يعزم ) على ألا يعود , وليس العزم بالوعد

فإن من عزم على عدم شرب الخمر وتاب تاب الله عليه وانتهى , فإن عاد وشرب ثم تاب وعزم تاب الله عليه مرة أخرى , والنفس أمارة بالسوء

وهذه هي البشرى

يا من عدى ثم اعتدى ثم اقترف *** ثم انتهى ثم اهتدى ثم اعترف

أبشر بقول الله في آياته *** إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف

وقد أمركم الله بأمر من عنده وبدأ بنفسه وثنى بملائكته المسبحة بقدسه وقال ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )

فصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين