mieux comprendre le destin et le destiné
t@7t-essour :: Croyances :: Générale
Page 1 sur 1
mieux comprendre le destin et le destiné
بسم الله و الصلاة والسلام علي خير خلق الله
فمن هذا العنوان هل الاعمار ممكن أن تطول و تزيد وهل رزقق ممكن ان يزيد اقر السطور التالية لتعرف
السؤال: ما الفرق بين القَدَر والمكتوب في اللوح المحفوظ؟ وهل يتغير القدر بالدعاء؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين أمّا بعد:
فمرتبة الكتابة: كتابة الله لجميع الأشياء باللوح المحفوظ الدقيقة والجليلة، ما كان وما سيكون هي إحدى مراتب القَدَر الأربعِ المتمثلةِ في: إثبات علم الله بكلِّ شيء، وكتابة الله لجميع الأشياء باللوح المحفوظ، والمشيئة الشاملة النافذة التي لا يردها شيء وقُدرته التي لا يُعجزها شيء، والمرتبة الرابعة هي الإيمان بأنَّ الله خالق الأشياء كلِّها وموجِدُها، وعليه فإذا أُطلق المكتوب فهو من باب إطلاق الجزء وإرادة الكلّ، ودليل هذه المرتبة قولُه تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ﴾ [الحديد: 22]،
وقولُه صلى الله عليه وآله وسلم:"إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ القَلَمَ فَقَالَ: اكْتُبْ، فَقَالَ: يَا رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ" الحديث(١- أخرجه أبو داود في السنة (4700)، والترمذي في التفسير (3319)، وأحمد (22199)، والبيهقي (21475)، من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه. وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (2018)).
والدعاء من جملة الأسباب التي لها تأثير في مسبباتها
لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: " لاَ يَرُدُّ القَضَاءَ إلاَّ الدُّعَاءُ، وَلاَ يَزِيدُ فِي العُمُرِ إلاَّ البِرُّ"(٢- أخرجه الترمذي في القدر (2139)، والبزار في مسنده (2540)، والطبراني في المعجم الكبير (6128)، من حديث سلمان رضي الله عنه. وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (154)، وفي "صحيح الجامع" (7687))
فالدعاء سبب في ردِّ الأمر المقدَّر، والبِرّ سبب في الزيادة في العمر الذي كان يقصر لَولاَ بِرُّهُ، فالدعاءُ والبر وغيرهما من الأسباب التي لها تأثير في تغيير الأمر المقدَّر، غير أنَّ ذلك التغيير هو أيضًا مكتوب بسبب الدعاء فلا يخرج عمَّا قدَّره الله سبحانه وتعالى كالدواء للمريض فهو سبب في الشفاء، وله تأثير فيه لكن لا يخرج عمَّا قدَّره الله تعالى لقوله سبحانه: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر: 49].
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليمًا.
۱- أخرجه أبو داود في السنة (4700)، والترمذي في التفسير (3319)، وأحمد (22199)، والبيهقي (21475)، من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه. وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (2018).
۲- أخرجه الترمذي في القدر (2139)، والبزار في مسنده (2540)، والطبراني في المعجم الكبير (6128)، من حديث سلمان رضي الله عنه. وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (154)، وفي "صحيح الجامع" (7687).
شرح أخر
لا شك أن كل ما كان، وما سيكون من مقادير الخلائق مكتوبٌ في اللوح المحفوظ، وهذه الكتابة داخلةٌ في الإيمان بالقدر الذي يعد أحد أركان الإيمان الستة.
والإيمان بالقدر يقوم على أربعة أركان، وهي: العلم، والكتابة، والمشيئة، والخلق.
فيجب على العبد أن يؤمن بمراتب القدر الأربع السابقة، وأنه لا يقع شيءٌ إلا وقد علمه الله، وكتبه، وشاءه، وخلقه.
والزواج وغيره مما كان، ومما سيكون مكتوبٌ في اللوح المحفوظ الذي هو أم الكتاب، والذكر، والإمام المبين، والكتاب المبين.
والأدلة على ذلك من الكتاب، والسنة كثيرةٌ جداً، ومنها ما يلي:
1- قال الله -تعالى-: ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) [الحج: 70].
فما كتبه الله -عز وجل- وأثبته عنده كان في علمه قبل أن يكتبه، ثم كتبه كما في علمه، ثم وُجِدَ كما كتبه -عز وجل- .
2- قوله -تعالى-: ( وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) [يس 12].
قوله: " وكل شيء " أي من الأعمال والنيات وغيرها.
"أحصيناه في إمام مبين" أي في كتاب هو أم الكتاب، وإليه مرجع الكتب التي تكون بأيدي الملائكة، وهو: اللوح المحفوظ .
3- قوله: ( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ) [التوبة:51].
أي: ما قدره الله، وأجراه في اللوح المحفوظ .
4- قال - سبحانه - عن موسى -عليه السلام- دعاءه: ( وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً ) [الأعراف: 156].
أي: من علم نافع، ورزق واسع، وعمل صالح .
5- وقال - تعالى - عن محاجة موسى - عليه الصلاة والسلام - لفرعون: ( قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى ) [طه:51-52].
أي قد أحصى أعمالهم من خير وشر، وكتبه في كتابه، وهو اللوح المحفوظ، وأحاط به علماً وخُبْراً؛ فلا يضل عن شيء منها، ولا ينسى ما علمه منها .
6- وقال -عز وجل-: ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ ) [ الأنبياء: 105].
أي كتبنا في الكتاب المزبور، والمراد: الكتب المنزلة كالتوراة ونحوها "من بعد الذكر" أي كتبناه في الكتب المنزلة بعدما كتبنا في الكتاب السابق، وهو اللوح المحفوظ، وأم الكتاب الذي توافقه جميع التقادير المتأخرة عنه .
7- وقال - تعالى-: ( لَوْلا كِتَابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) [ سورة الأنفال:68 ] .
أي سبق به القضاء والقدر أنه قد أحل لكم الغنائم، وأن الله قد رفع عنكم - أيتها الأمة - العذاب "لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم".
وأما السنة فمن ذلك ما يلي:
1- روى مسلم في صحيحه عن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء" (مسلم 2653 ).
قال النووي -رحمه الله-: "قال العلماء: المراد تحديد وقت الكتابة في اللوح المحفوظ أو غيره لا أصل التقدير؛ فإن ذلك أزلي لا أول له"(صحيح مسلم بشرح النووي 16/203 ).
وقوله: "وعرشه على الماء" أي قبل خلق السماوات والأرض والله أعلم".
2- قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة أو النار، إلا وقد كتبت شقية أو سعيدة" (صحيح مسلم بشرح النووي 16/203).
وبناءًا على ما مضى فإن الزواج من أحدٍ معينٍ مكتوب، في وقتٍ محددٍ لا يتقدم ولا يتأخر.
ولا يعني ذلك ترك الأسباب من البحث، والتحري، والاستشارة، والاستخارة، ونحو ذلك.
بل إن فعل الأسباب من تمام الإيمان بالقدر .
وأما مسألة الدعاء، وكونه يرد القدر، وكون الزواج من جملة ذلك- فصحيح ، فالدعاء أمره عظيم ، وشأنه جلل، وهو من أعظم الأسباب، وبه يرفع البلاء، فهو ينفع مما نزل، ومما لم ينزله، وبه يستمد العون، ويستجلب التيسير، والتوفيق.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " ولا يرد القدر إلا الدعاء "(أخرجه أحمد 5/277، وابن ماجه (90) في المقدمة باب القدر، والترمذي (139) القدر باب لا يرد القدر إلا الدعاء، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7687)، وانظر السلسلة الصحيحة (154).
وقال: " من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، وما سُئل الله شيئاً يعطى أحبَّ إليه من أن يسأل العافية، إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل؛ فعليكم عباد الله بالدعاء "(أخرجه الترمذي (3548) وقال: "غريب لا نعرفه إلا من حديث عبدالرحمن بن أبي بكر القرشي، وهو ضعيف في الحديث، ضعفه بعض أهل العلم من قبل حفظه" وقال الألباني في صحيح الجامع(3409):"حسن"، وانظر المشكاة(2234).
وقال: "لا يغني حذر من قدر، وإن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن الدعاء ليلقي البلاء فيعتلجان إلى يوم القيامة"(أخرجه الطبراني في الدعاء 2/800 (33) والأوسط (2519)، والحاكم 1/492، والبزار كما في كشف الأستار للهيثمي، 2/29 رقم (2165) من طريق زكريا بن منظور الأنصاري، قال: حدثني عطاف الشامي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال الحاكم: "هذا صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي بأن في سنده زكريا مجمع على ضعفه.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/146: "وفيه زكريا بن منظور، وثقه أحمد بن صالح المصري وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات"، وقال الألباني في صحيح الجامع (7739): "حسن" وانظر المشكاة (2234).
وأخرجه أحمد 5/234، والطبراني في الكبير 20/103 (201) من طريق شهر بن حوشب عن معاذ بن جبل بنحوه. وقال الهيثمي في المجمع 10/146: "وشهر بن حوشب لم يسمع من معاذ، ورواية إسماعيل بن عياش عن أهل الحجاز ضعيفة"). ومعنى "يعتلجان: يصطرعان".
وبهذا يتبين لك أن الدعاء من أعظم الأسباب، وأن الله يدفع به ما شاء دفعه؛ والزواج وغيره من جملة ذلك.
ومما يزيد الأمور وضوحاً أن تقف على مسألة القدر المثبت، والقدر المعلق، أو بعبارةٍ أخرى: مسألة المحور والإثبات.
وخلاصتها: أنه قد يشكل على بعض الناس مواضعُ في كتاب الله، وأحاديث رسول الله" فيقول بعضهم: إذا كان الله قد علم كل ما هو كائن، وكتب ذلك كله عنده في كتاب - فما معنى قوله: ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ) [ الرعد: 39].
وإذا كانت الأرزاق مكتوبة، والآجال مضروبة، لا تزيد، ولا تنقص، ولا تتغير فما التوجيه لقوله: "من سرَّه أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه" رواه البخاري(5985)، ومسلم (2557). .
والجواب أن القدر قدران:
أحدهما:القدر المثبت، أو المطلق، أو المبرم: وهو ما في أم الكتاب -اللوح المحفوظ- فهذا ثابت لا يتغير، ولا يتبدل.
وثانيهما: القدر المعلق، أو المقيد: وهو ما في كتب الملائكة، فهذا هو الذي يقع فيه المحو الإثبات، فالآجال والأرزاق والأعمار، وغيرها مثبتة في أم الكتاب لا تتغير، ولا تتبدل، أما ما في صحف الملائكة فيقع فيه المحو والإثبات، والزيادة والنقص.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: " والأجل أجلان: أجل مطلق يعلمه الله، وأجل مقيد " ، وبهذا يتبين معنى قوله –صلى الله عليه وسلم-: " من سرَّه أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره - فليصل رحمه".
فإن الله أمر الملَك أن يكتب له أجلاً وقال: "إن وصل رحمه زدته كذا وكذا، والملَك لا يعلم أيزداد أم لا؟ لكن الله يعلم ما يستقر عليه الأمر، فإذا جاء الأجل لا يتقدم ولا يتأخر"(مجموع الفتاوى 8/517).
وقال في موطن آخر عندما سئل عن الرزق: هل يزيد وينقص؟
"الرزق نوعان:أحدهما: ما علمه الله أنه يرزقه، فهذا لا يتغير .
والثاني: ما كتبه، وأعلم به الملائكة، فهذا يزيد وينقص بحسب الأسباب"(17).
قال ابن حجر -رحمه الله -: " كأن يقال للملَك - مثلاً - إنَّ عُمُرَ فلان مائة عامٍ -مثلاً- إن وصل رحمه، وستون إن قطعها، وقد سبق في علم الله أنه يصل أو يقطع، فالذي في علم الله لا يتقدم ولا يتأخر، والذي في علم الملَك هو الذي يمكن فيه الزيادة والنقص، وإليه الإشارة
بقوله: (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) [الرعد: 39].
فالمحو والإثبات بالنسبة لما في علم الملَك.
وما في أم الكتاب هو الذي في علم الله -تعالى- فلا محو فيه البتة، ويُقال له: القضاء المبرم ، ويقال للأول: القضاء المعلَّق"(فتح الباري 10/430، وانظر تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة 89، وانظر شرح صحيح مسلم للنووي 16/114، وانظر إفادة الخبر بنصه في زيادة العمر ونقصه للسيوطي ).
ثم إن " الأسباب التي يحصل بها الرزق هي من جملة ما قدره الله وكتبه ، فإن كان قد تقدم بأن يرزق العبد بسعيه واكتسابه ألهمه السعي ، والاكتساب، وذلك الذي قدره له بالاكتساب لا يحصل بدون الاكتساب، وما قدره له بغير اكتساب، كموت مُوَرِّثه يأتيه بغير اكتساب "(مجموع الفتاوى 8/540-541).
فلا مخالفة في ذلك؛ لسبق العلم بل فيه تقييد المسببات بأسبابها، كما قدر الشبع والروي( هكذا في الأصل، ولعلها: الرِّي)، بالأكل والشرب، وقدر الولد بالوطء، وقدر حصول الزرع بالبذر، فهل يقول عاقل بأن ربط هذه المسببات بأسبابها يقتضي خلاف العلم السابق، أو ينافيه بوجه من الوجوه"؟(تنبيه الأفاضل على ما ورد في زيادة العمر ونقصانه من الدلائل للشوكاني ص32،
وانظر تفسير ابن سعدي
لقوله -تعالى-: (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ) 4/116، 117 من التفسير).
وخلاصة الجواب: أن الزواج، وغيره مقدر، قد علمه الله في الأزل، وكتبه في اللوح المحفوظ،وشاء وقوعه، أو عدم وقوعه.
وأن فعل الأسباب من تمام الإيمان بالقدر، بل لا يتم الإيمان بالقدر إلا بفعل الأسباب ، وأن الدعاء من أعظم الأسباب ، بل مما يرد القدر، وهو داخلٌ في عموم القدر .
منقول من فتاوي العلماء
فمن هذا العنوان هل الاعمار ممكن أن تطول و تزيد وهل رزقق ممكن ان يزيد اقر السطور التالية لتعرف
السؤال: ما الفرق بين القَدَر والمكتوب في اللوح المحفوظ؟ وهل يتغير القدر بالدعاء؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين أمّا بعد:
فمرتبة الكتابة: كتابة الله لجميع الأشياء باللوح المحفوظ الدقيقة والجليلة، ما كان وما سيكون هي إحدى مراتب القَدَر الأربعِ المتمثلةِ في: إثبات علم الله بكلِّ شيء، وكتابة الله لجميع الأشياء باللوح المحفوظ، والمشيئة الشاملة النافذة التي لا يردها شيء وقُدرته التي لا يُعجزها شيء، والمرتبة الرابعة هي الإيمان بأنَّ الله خالق الأشياء كلِّها وموجِدُها، وعليه فإذا أُطلق المكتوب فهو من باب إطلاق الجزء وإرادة الكلّ، ودليل هذه المرتبة قولُه تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ﴾ [الحديد: 22]،
وقولُه صلى الله عليه وآله وسلم:"إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ القَلَمَ فَقَالَ: اكْتُبْ، فَقَالَ: يَا رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ" الحديث(١- أخرجه أبو داود في السنة (4700)، والترمذي في التفسير (3319)، وأحمد (22199)، والبيهقي (21475)، من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه. وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (2018)).
والدعاء من جملة الأسباب التي لها تأثير في مسبباتها
لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: " لاَ يَرُدُّ القَضَاءَ إلاَّ الدُّعَاءُ، وَلاَ يَزِيدُ فِي العُمُرِ إلاَّ البِرُّ"(٢- أخرجه الترمذي في القدر (2139)، والبزار في مسنده (2540)، والطبراني في المعجم الكبير (6128)، من حديث سلمان رضي الله عنه. وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (154)، وفي "صحيح الجامع" (7687))
فالدعاء سبب في ردِّ الأمر المقدَّر، والبِرّ سبب في الزيادة في العمر الذي كان يقصر لَولاَ بِرُّهُ، فالدعاءُ والبر وغيرهما من الأسباب التي لها تأثير في تغيير الأمر المقدَّر، غير أنَّ ذلك التغيير هو أيضًا مكتوب بسبب الدعاء فلا يخرج عمَّا قدَّره الله سبحانه وتعالى كالدواء للمريض فهو سبب في الشفاء، وله تأثير فيه لكن لا يخرج عمَّا قدَّره الله تعالى لقوله سبحانه: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر: 49].
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليمًا.
۱- أخرجه أبو داود في السنة (4700)، والترمذي في التفسير (3319)، وأحمد (22199)، والبيهقي (21475)، من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه. وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (2018).
۲- أخرجه الترمذي في القدر (2139)، والبزار في مسنده (2540)، والطبراني في المعجم الكبير (6128)، من حديث سلمان رضي الله عنه. وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (154)، وفي "صحيح الجامع" (7687).
شرح أخر
لا شك أن كل ما كان، وما سيكون من مقادير الخلائق مكتوبٌ في اللوح المحفوظ، وهذه الكتابة داخلةٌ في الإيمان بالقدر الذي يعد أحد أركان الإيمان الستة.
والإيمان بالقدر يقوم على أربعة أركان، وهي: العلم، والكتابة، والمشيئة، والخلق.
فيجب على العبد أن يؤمن بمراتب القدر الأربع السابقة، وأنه لا يقع شيءٌ إلا وقد علمه الله، وكتبه، وشاءه، وخلقه.
والزواج وغيره مما كان، ومما سيكون مكتوبٌ في اللوح المحفوظ الذي هو أم الكتاب، والذكر، والإمام المبين، والكتاب المبين.
والأدلة على ذلك من الكتاب، والسنة كثيرةٌ جداً، ومنها ما يلي:
1- قال الله -تعالى-: ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) [الحج: 70].
فما كتبه الله -عز وجل- وأثبته عنده كان في علمه قبل أن يكتبه، ثم كتبه كما في علمه، ثم وُجِدَ كما كتبه -عز وجل- .
2- قوله -تعالى-: ( وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) [يس 12].
قوله: " وكل شيء " أي من الأعمال والنيات وغيرها.
"أحصيناه في إمام مبين" أي في كتاب هو أم الكتاب، وإليه مرجع الكتب التي تكون بأيدي الملائكة، وهو: اللوح المحفوظ .
3- قوله: ( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ) [التوبة:51].
أي: ما قدره الله، وأجراه في اللوح المحفوظ .
4- قال - سبحانه - عن موسى -عليه السلام- دعاءه: ( وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً ) [الأعراف: 156].
أي: من علم نافع، ورزق واسع، وعمل صالح .
5- وقال - تعالى - عن محاجة موسى - عليه الصلاة والسلام - لفرعون: ( قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى ) [طه:51-52].
أي قد أحصى أعمالهم من خير وشر، وكتبه في كتابه، وهو اللوح المحفوظ، وأحاط به علماً وخُبْراً؛ فلا يضل عن شيء منها، ولا ينسى ما علمه منها .
6- وقال -عز وجل-: ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ ) [ الأنبياء: 105].
أي كتبنا في الكتاب المزبور، والمراد: الكتب المنزلة كالتوراة ونحوها "من بعد الذكر" أي كتبناه في الكتب المنزلة بعدما كتبنا في الكتاب السابق، وهو اللوح المحفوظ، وأم الكتاب الذي توافقه جميع التقادير المتأخرة عنه .
7- وقال - تعالى-: ( لَوْلا كِتَابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) [ سورة الأنفال:68 ] .
أي سبق به القضاء والقدر أنه قد أحل لكم الغنائم، وأن الله قد رفع عنكم - أيتها الأمة - العذاب "لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم".
وأما السنة فمن ذلك ما يلي:
1- روى مسلم في صحيحه عن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء" (مسلم 2653 ).
قال النووي -رحمه الله-: "قال العلماء: المراد تحديد وقت الكتابة في اللوح المحفوظ أو غيره لا أصل التقدير؛ فإن ذلك أزلي لا أول له"(صحيح مسلم بشرح النووي 16/203 ).
وقوله: "وعرشه على الماء" أي قبل خلق السماوات والأرض والله أعلم".
2- قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة أو النار، إلا وقد كتبت شقية أو سعيدة" (صحيح مسلم بشرح النووي 16/203).
وبناءًا على ما مضى فإن الزواج من أحدٍ معينٍ مكتوب، في وقتٍ محددٍ لا يتقدم ولا يتأخر.
ولا يعني ذلك ترك الأسباب من البحث، والتحري، والاستشارة، والاستخارة، ونحو ذلك.
بل إن فعل الأسباب من تمام الإيمان بالقدر .
وأما مسألة الدعاء، وكونه يرد القدر، وكون الزواج من جملة ذلك- فصحيح ، فالدعاء أمره عظيم ، وشأنه جلل، وهو من أعظم الأسباب، وبه يرفع البلاء، فهو ينفع مما نزل، ومما لم ينزله، وبه يستمد العون، ويستجلب التيسير، والتوفيق.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " ولا يرد القدر إلا الدعاء "(أخرجه أحمد 5/277، وابن ماجه (90) في المقدمة باب القدر، والترمذي (139) القدر باب لا يرد القدر إلا الدعاء، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7687)، وانظر السلسلة الصحيحة (154).
وقال: " من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، وما سُئل الله شيئاً يعطى أحبَّ إليه من أن يسأل العافية، إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل؛ فعليكم عباد الله بالدعاء "(أخرجه الترمذي (3548) وقال: "غريب لا نعرفه إلا من حديث عبدالرحمن بن أبي بكر القرشي، وهو ضعيف في الحديث، ضعفه بعض أهل العلم من قبل حفظه" وقال الألباني في صحيح الجامع(3409):"حسن"، وانظر المشكاة(2234).
وقال: "لا يغني حذر من قدر، وإن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن الدعاء ليلقي البلاء فيعتلجان إلى يوم القيامة"(أخرجه الطبراني في الدعاء 2/800 (33) والأوسط (2519)، والحاكم 1/492، والبزار كما في كشف الأستار للهيثمي، 2/29 رقم (2165) من طريق زكريا بن منظور الأنصاري، قال: حدثني عطاف الشامي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال الحاكم: "هذا صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي بأن في سنده زكريا مجمع على ضعفه.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/146: "وفيه زكريا بن منظور، وثقه أحمد بن صالح المصري وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات"، وقال الألباني في صحيح الجامع (7739): "حسن" وانظر المشكاة (2234).
وأخرجه أحمد 5/234، والطبراني في الكبير 20/103 (201) من طريق شهر بن حوشب عن معاذ بن جبل بنحوه. وقال الهيثمي في المجمع 10/146: "وشهر بن حوشب لم يسمع من معاذ، ورواية إسماعيل بن عياش عن أهل الحجاز ضعيفة"). ومعنى "يعتلجان: يصطرعان".
وبهذا يتبين لك أن الدعاء من أعظم الأسباب، وأن الله يدفع به ما شاء دفعه؛ والزواج وغيره من جملة ذلك.
ومما يزيد الأمور وضوحاً أن تقف على مسألة القدر المثبت، والقدر المعلق، أو بعبارةٍ أخرى: مسألة المحور والإثبات.
وخلاصتها: أنه قد يشكل على بعض الناس مواضعُ في كتاب الله، وأحاديث رسول الله" فيقول بعضهم: إذا كان الله قد علم كل ما هو كائن، وكتب ذلك كله عنده في كتاب - فما معنى قوله: ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ) [ الرعد: 39].
وإذا كانت الأرزاق مكتوبة، والآجال مضروبة، لا تزيد، ولا تنقص، ولا تتغير فما التوجيه لقوله: "من سرَّه أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه" رواه البخاري(5985)، ومسلم (2557). .
والجواب أن القدر قدران:
أحدهما:القدر المثبت، أو المطلق، أو المبرم: وهو ما في أم الكتاب -اللوح المحفوظ- فهذا ثابت لا يتغير، ولا يتبدل.
وثانيهما: القدر المعلق، أو المقيد: وهو ما في كتب الملائكة، فهذا هو الذي يقع فيه المحو الإثبات، فالآجال والأرزاق والأعمار، وغيرها مثبتة في أم الكتاب لا تتغير، ولا تتبدل، أما ما في صحف الملائكة فيقع فيه المحو والإثبات، والزيادة والنقص.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: " والأجل أجلان: أجل مطلق يعلمه الله، وأجل مقيد " ، وبهذا يتبين معنى قوله –صلى الله عليه وسلم-: " من سرَّه أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره - فليصل رحمه".
فإن الله أمر الملَك أن يكتب له أجلاً وقال: "إن وصل رحمه زدته كذا وكذا، والملَك لا يعلم أيزداد أم لا؟ لكن الله يعلم ما يستقر عليه الأمر، فإذا جاء الأجل لا يتقدم ولا يتأخر"(مجموع الفتاوى 8/517).
وقال في موطن آخر عندما سئل عن الرزق: هل يزيد وينقص؟
"الرزق نوعان:أحدهما: ما علمه الله أنه يرزقه، فهذا لا يتغير .
والثاني: ما كتبه، وأعلم به الملائكة، فهذا يزيد وينقص بحسب الأسباب"(17).
قال ابن حجر -رحمه الله -: " كأن يقال للملَك - مثلاً - إنَّ عُمُرَ فلان مائة عامٍ -مثلاً- إن وصل رحمه، وستون إن قطعها، وقد سبق في علم الله أنه يصل أو يقطع، فالذي في علم الله لا يتقدم ولا يتأخر، والذي في علم الملَك هو الذي يمكن فيه الزيادة والنقص، وإليه الإشارة
بقوله: (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) [الرعد: 39].
فالمحو والإثبات بالنسبة لما في علم الملَك.
وما في أم الكتاب هو الذي في علم الله -تعالى- فلا محو فيه البتة، ويُقال له: القضاء المبرم ، ويقال للأول: القضاء المعلَّق"(فتح الباري 10/430، وانظر تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة 89، وانظر شرح صحيح مسلم للنووي 16/114، وانظر إفادة الخبر بنصه في زيادة العمر ونقصه للسيوطي ).
ثم إن " الأسباب التي يحصل بها الرزق هي من جملة ما قدره الله وكتبه ، فإن كان قد تقدم بأن يرزق العبد بسعيه واكتسابه ألهمه السعي ، والاكتساب، وذلك الذي قدره له بالاكتساب لا يحصل بدون الاكتساب، وما قدره له بغير اكتساب، كموت مُوَرِّثه يأتيه بغير اكتساب "(مجموع الفتاوى 8/540-541).
فلا مخالفة في ذلك؛ لسبق العلم بل فيه تقييد المسببات بأسبابها، كما قدر الشبع والروي( هكذا في الأصل، ولعلها: الرِّي)، بالأكل والشرب، وقدر الولد بالوطء، وقدر حصول الزرع بالبذر، فهل يقول عاقل بأن ربط هذه المسببات بأسبابها يقتضي خلاف العلم السابق، أو ينافيه بوجه من الوجوه"؟(تنبيه الأفاضل على ما ورد في زيادة العمر ونقصانه من الدلائل للشوكاني ص32،
وانظر تفسير ابن سعدي
لقوله -تعالى-: (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ) 4/116، 117 من التفسير).
وخلاصة الجواب: أن الزواج، وغيره مقدر، قد علمه الله في الأزل، وكتبه في اللوح المحفوظ،وشاء وقوعه، أو عدم وقوعه.
وأن فعل الأسباب من تمام الإيمان بالقدر، بل لا يتم الإيمان بالقدر إلا بفعل الأسباب ، وأن الدعاء من أعظم الأسباب ، بل مما يرد القدر، وهو داخلٌ في عموم القدر .
منقول من فتاوي العلماء
Sujets similaires
» le destin
» Un portail destiné aux Tunisiens résidant à l’étranger
» le verset quand doit le comprendre
» La squille, un crustacé marin, aidera-t-elle à mieux lire les DVD ?
» MIRACLES MENTIONNES DANS LE SAINT-CORAN ET LA SUNNA FACILES A COMPRENDRE
» Un portail destiné aux Tunisiens résidant à l’étranger
» le verset quand doit le comprendre
» La squille, un crustacé marin, aidera-t-elle à mieux lire les DVD ?
» MIRACLES MENTIONNES DANS LE SAINT-CORAN ET LA SUNNA FACILES A COMPRENDRE
t@7t-essour :: Croyances :: Générale
Page 1 sur 1
Permission de ce forum:
Vous ne pouvez pas répondre aux sujets dans ce forum